يقول ياقوت الحموي عن مدينة دمشق : "ما وصفت الجنة بشيء, إلا وفي دمشق مثله"
ويقولُ ابن حوقل "هيَ أجمل مدينة من مدن الشام تقع في أرض مستوية"
ويقولُ عنها أحمد شوقي: "سلامٌ من صبا بردى أرقّ .... ودمعٌ لا يكفكف يا دمشقُ"
ويقولُ البديع: "يا نسيماً هبّ مِسكا عَبِقا.... هذه أنفاسُ ريّا جلّـقا"
ويقولُ معروف الرصافي: " أعلمتِ أني في دمشق أجرُّ أذيال السرور.. بين الغطارفة الذين تخافه غير الدهور"
ويقول نزار قباني ابنها الدمشقيّ:
"كتب الله أن تكوني دمشقا... بكِ يبدا وينتهي التكوينُ
علّمينا فقه العروبة يا شا.... مِ فأنتِ البيان والتبيين
إن نهر التاريخ ينبع في الشام... أيلغي التاريخ طرحٌ عجين؟"

فما قصة هذه المدينة التي ينبع منها نهر التاريخ؟






1- دمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في العالم, أصبحت عاصمة منطقة سوريا منذ عام 635 ق.م , وهي أحد أقدم مدن العالم حيث حلّ فيها تاريخ غير منقطع منذ أحد عشر ألف عام تقريبا.



2 -دمشق مدينة داخلية, تقع في منطقة جغرافية مكونة من سهل خصيب, يرويه نهر بردى وفروعه العديدة, مشكلاً بذلك غوطة دمشق, مع امتداد جبل قاسيون فيها.. وتقع على هضبة 690م عن سطح البحر



3- دمشق عبر التاريخ: تاريخها يعود إلى ما بين الألف السادس والخامس قبل الميلاد, وسُكنت أو تمّ حكمها من قبل الآموريين والكنعانيين والآشوريين والآراميين والبابليين والفرس والسلوقيين والبطالمة والأنباط, حتى وصلت للإمبراطورية الرومانية وأثرت هذه الفترة على شكلها الحالي كثيرا, ومن ثم عاد وتداول عليها الأنباط والبيزنطيين حتى مجيء المسلمين سنة 634م لتصبح لاحقا عاصمة الخلافة الأموية, ومن ثم العباسيين والصليبيين والفاطميين والمماليك والأيوبيين والمغول والعثمانيين ومن ثم فترة الاحتلال الفرنسي الأخير حيث حصلت على استقلالها عام 1946م .






4- مكثت دمشق محصورة بالمدينة القديمة التي فيها حتى القرون الوسطى, وبعدها أخذت بالتوسع.. حالياً تتألف من خمسة عشر منطقة سكنية متصلة بمحيطها من الضواحي لتشكيل ما يعرف باسم دمشق الكبرى, حيث تعتبر المدينة هي المركز الإداري لمحافظة دمشق, وتبلغ مساحة المدينة 105 كم2.

5- يبلغ عدد سكان دمشق المدينة 1,9 مليون نسمة, وهي بذلك ثاني المدن السورية بعد حلب, بينما يبلغ عدد سكان دمشق الكبرى (دمشق وضواحيها وريفها) 4,4 مليون نسمة, لتكون بذلك أكبر تجمع سكاني في سوريا, ويتركز فيه حوالي 19,5% من الشعب, وتعتبر المدينة بذلك هي الرابعة بين المدن في الوطن العربي.

6- منذ العصور القديمة اشتهرت دمشق بكونها مدينة تجارية, حيث وقعت على طريق الحرير, وطريق البحر, وموكب الحج الشامي, والقوافل المتجهة إلى فارس أو آسيا الصغرى أو مصر أو الجزيرة العربية.. وحالياً ما يزال اقتصاد دمشق يقوم على التجارة, الصناعة في الضواحي, والسياحة.

7- يتألف التركيب العرقي لسكان دمشق بشكل أساسي من العرب السوريين على صعيد العرق, ويمثلون حوالي 95% من إجمالي السكان, ويأتي بعدها الأكراد والأقليات المتعددة الأخرى, ومن 93% مسلمين مع حوالي الـ7% من المسيحيين, وتعتبر دمشق من المدن الفتية بشكل كبير, وتنخفض فيها نسبة الأمية إلى 5,2% من السكان فقط.

8- حصل تراجع كبير في اقتصاد مدينة دمشق, والسياحة بالطبع منذ اندلاع الأحداث السورية عام 2011, ولا تزال المدينة حتى الآن تحت سيطرة النظام باستثناء أجزاء من الأحياء الشرقية والجنوبية, ويتخوّف من وصول المعارك إلى قلب المدينة القديمة ومعالمها الأثرية فيصيبها ما أصاب معالم حلب وحمص من انتهاكٍ وتدمير.

9- تحتوي دمشق على نمط تقليدي مميز من الأسواق المسقوفة, أبرزها: سوق الحميدية, مدحت باشا, والبزورية والحريقة. ويمكن إحصاء 50 سوق تقليدي عام ومتخصص فيها يُعتبروا بمثابة شرايين المدينة الاقتصادية والسياحية حتى الآن. ومن معالمها الأثرية أيضا: المسجد الأموي رابع أشهر مسجد في الإسلام, خان أسعد باشا, والكنيسة المريمية, وكنيسة الزيتون, ويُذكر أن مدينة دمشق تحوي على 200 مسجد, و36 كنيسة, بالإضافة إلى 10 كنس يهودية لم يعد يعمل منها إلا اثنان.

10- تم اعتبار دمشق عام 2010 واحدة من أفضل المقاصد السياحية في العالم, حيث كانت مركزاً بارزاً اقتصاديا وثقافيا وسياسيا عبر التاريخ, وأهم فتراته حين كانت مركزا للدولة الأموية/أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة في التاريخ. وفيها تم دفن شخصيات شهيرة مثل صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس.