بريطانيا.. تراهن على الطبيعة والأجواء الهادئة في سباق «السياحة العلاجية»


سياحة آخذة في النمو يدعمها سوق مفتوح

يشهد قطاع السياحة اليوم تنافسا كبيرا لجذب أكبرعدد من السياح في ظل تنوع مجالاتها وطرق التسويق لها الأمر الذي جعل الدول تسارع الخطوات لدعم هذا القطاع من خلال الكوادر المؤهلة

او من خلال تشجيع رؤوس الأموال على الاستثمار في المجال مما شكل تحركات وتغيرات كبيرة على خارطة الاقتصاد العالمي مدعومة بحركة سياحية تحدد بوصلة الإنفاق.
هذا الإنفاق والكم المتزايد من السياح أجبر الدول على الالتفات إلى مجالات جديدة من السياحة لتشكل لها دخلا إضافيا فظهرت السياحة الرياضية والبرية وحتى البحرية منها، وفي ظل هذا الزخم الكبير من الأنواع أصبح لما يعرف بالسياحة العلاجية
رواد معينون يحاولون الجمع بين السياحة من جهة والاسترخاء والعلاج من جهة أخرى مما جعل دولا معينة تتميز في هذا الجانب حتى ان اسمها أصبح مرادفا للعلاج.
إلا أنه في القريب العاجل قد تتغير قواعد اللعبة فالعديد من البلدان بدأت في أخذ هذا النوع من السياحة على محمل الجد وبدأت في التركيز عليه علها تزاحم في هذا السوق المكتظ.بريطانيا ليست استثناء فالأعوام الأخيرة حملت العديد من الأعمال والتطورات التي صبت في خانة ما يعرف بالسياحة العلاجية وسياحة الاسترخاء فالراغب في الاسترخاء والاستجمام سيكون خياره الأول فندق لاكنام بارك في باث جنوب غرب إنجلترا حيث يتباهى الموظفون بمحافظتهم على سرية عملائهم من المشاهير
، أما الفندق سيجده الزائر فخورا بالسبا الخاص به والمزود بمسبح داخلي للمعالجة المائية، ومسبح مياه مالحة، ومقصورات حرارية وتسع غرف علاج عالية التقنية، مقدّماً مجموعة علاجات من كاريتا باريس وآن سيمونين، وأكثر من ذلك حيث خصص دار الرفاهية المضاف حديثاً بالعلاجات البديلة، بدءاً من جلسات العلاج بأشعة الشمس هاسلاور، إلى اليوغا والعوم الجاف وعيادات النوم والتغذية.
أما الراغبون في أن تكون رحلتهم أكثر قربا للطبيعة فيسجدون في "سبا موات" في فندق قلعة روثين شمال ويلز مكانهم المنشود فموقعه الجاثم في غابة ريفية لخندق القلعة القديمة يجعل منه تجربة فريدة حيث يدمج السبا ما بين الطبيعة والفخامة في جو فريد، وفضلاً عن العناية بالوجه، والتنظيف بالفرك وماسك الجسم من إسبا، ثمة وفرة من المفاجآت المخفية أيضاً، بما في ذلك خيمة سونا، ومقعد متدلٍ من الأشجار في الخارج، كما أنّ علاجهم المميز "سانسيت سباركل غولد بودي سكراب"
هو ماسك فاخر ومجدِّد للجسم، يضم مزيجاً من قصب السكر، والكافيار، وزيت الجوجوبا الذهبي وزيت بذور العنب.
عشاق الهدوء والراغبون في الهروب من ضجيج لندن سيتجهون بلا شك إلى "بولغاري سبا" المختبئ تحت الأرض والذي قد يعتقد البعض بأنه مظلم وكئيب إلا أنه في الحقيقة يملك من الأناقة الشيء الكثير فهو ملاذ من الزجاج والعقيق في منتصف لندن الصاخبة، ويضم طابقين و١١ غرفة علاج، وغرفة حرارية، ونافورة ثلج، ومسبحا بقياس ٢٥م (هو الأكبر في لندن)، كما يمكن استئجار جناح السبا للحصول على الخصوصية التامة والانغماس في علاجات رائعة على غرار علاج naturalift
بالذهب لمكافحة الشيخوخة، وهو يجمع قوة الوخز بالإبر مع خصائص التجميل الفاخرة باستخدام ذهب عيار ٢٤ قيراط.
وليس ببعيد يجمع سبا دورتشستر سحر العالم القديم مع العلاجات المتطورة، وتقدّم غرفه التسع العازلة للصوت علاجات العناية بالوجه، فضلاً عن منتجات تستخدم بعض أغلى العناصر التجميلية في العالم على غرار غبار الماس الأصيل وزيت الدخن الذهبي هذا وتنضح غرف تغيير الملابس أناقةً، بفضل الدشات الرائعة وغرف البخار العطرية الحديثة والمزينة بفسيفساء زجاجي أبيض، وإضاءة قابلة للتعديل، وخزائن مطلية بدهان مصنوع يدوياً.خبايا منتجعات بريطانيا لم تبح بكل أسرارها بعد، فسبا سكارليت في جنوب غرب انجلترا خصصت للكبار فقط مع سبا بيئي حديث، يتميز بمسبح خارجي على قمة المنحدر وأحواض مياه ساخنة تطل على مناظر بانورامية للبحر، وتركّز العلاجات على الرفاهية الشاملة، ويبدأ كل منها باستشارة مع ممارس معتمد لمبدأ التريدوشا، بما في ذلك تشخيص الأيورفيدا لتحديد نوع الجسم.أما سبا غلين إيغلز في اسكتلندا فيشكل الملاذ الريفي المطلق، وهو مشهور مثله مثل مساحاته الخضراء للعب جولف من الطراز العالمي، وفضلاً عن غرف العلاج اﻟ٢٠، ثمة غرف بخار كريستالية، وحمامات استوائية، وجلسات فرك منعشة بالثلج، وحمامات سونا ومسبح حيوي، أما علاجهم المميز "ذا سورس" فيستمد مكوناته من المياه العذبة والتلال في بيرثشاير، ويضمن ساعتين من النعيم، بما في ذلك حمام للقدمين، وتقشير ومساج للرأس وكامل الجسم.وفي أدنبره لابد لهواة الراحة والعلاج بالطبيعة من تجربة مسبح شيراتون للعلاج المائي على السطح والذي يمكن الوصول إليه عبر السباحة من مسبح داخلي، المكان المثالي للاستمتاع بمياه معدنية مليئة بالفقاعات بدرجة حرارة ٣٥ مئوية
، تتبخر في الهواء الطلق فيما تشاهد مناظر خلابة لأدنبرة، أما في الداخل، فيحتوي سبا المدينة المعاصرة على ١١ غرفة علاج، واستوديو لياقة بدنية مع معدات تكنوجيم حديثة وجناح حراري مع تجارب حرارية شاملة بما فيها مغارة عطرة، وسونا صخري، وسونا حيوي، وحمام ساخن، وغرفة تعرق جاف وحمام تقليدي.
بالعودة للعاصمة لندن، يبرهن التحليل المتعمق والاختبار الحسي أنّ سبا "إسبا لايف" في فندق كورنثيا هو المكان المناسب للحصول على علاجات معدّلة لتناسب الاحتياجات الشخصية، فبالإضافة إلى العناية بالوجه والمساج، ينفّذ المعالجون برامج مركّزة للتخلص من السموم، وعلاجات خصوبة، وتدريب الماراثون وتقويم العظام، كما يضمّ السبا أول حمام سونا زجاجي في العالم لا يعبق أبداً، ومحطة جليد رخامية عملاقة، وجاكوزي مياه نفاثة تستهدف مناطق محددة من الجسم، ومسبحاً رائعاً من العقيق اللامع، وحجرات نوم مع وسادات ممتلئة وبطانيات فائقة النعومة، فضلاً عن صالة رياضية حديثة، واستوديو عناية بالأظافر، وصالون دانيال جالفين لتصفيف الشعر، وسبا، كلها محاطة بالرخام الأسود، والفولاذ المقاوم للصدأ والنيران الوامضة لتجعل من المكان مثالياً للرجال والنساء على حد سواء.وأخيرا يؤدي البحر دورا أساسيا في فندق سانت برايدز بويلز حيث ان المسبح الخارجي يطل على الشواطئ الرملية الخاصة بالمنتجع الساحر،
وبكبسة زر يمكنك أن تحوّل المياه إلى حوض استحمام ساخن ومليء بالفقاعات، تُستخدم في العلاجات منتجات بحرية – مثل الطين، والوحل والأعشاب البحرية، كما تساعد على الاسترخاء المطلق مرافق أخرى مثل الجناح الحراري المهدّئ للأعصاب مع غرفة بخارية معطرة بروائح ورق الليمون، وسونا صخرية، ودشات استحمام من وحي الغابة والجبال.
كل هذه المنتجعات وغيرها تؤكد للمهتم بالمجال السياحي وخصوصا السياحة العلاجية أن بريطانيا ستشكل في المستقبل القريب رقما مهماً على خارطة السياحة العلاجية والاستجمامية وخصوصا في تنامي ثقافة السياحة العلاجية في العالم
.


الطبيعة فرس رهان رابح لدى أوروبا



بوصلة السياحة العلاجية بدأت تتجه نحو بريطانيا



الهدوء أصبح سمة لمنتجعات بريطانيا