دبي.. واحة استثمارية



ليس هنالك وجهة مثالية للاستثمار في الوطن العربي مؤخراً بقدر إمارة دبي؛ نظراً لعوامل عدة على رأسها الاستقرار الأمني وسط محيط عربي متوتر، إلى جانب عوامل أخرى من قبيل مرونة القوانين المتعلقة بالاستثمار ومدى ملاءمتها للمستثمرين الخارجيين على وجه التحديد، ودرجة الاستقطاب العالية التي تشجّع على جذب رؤوس الأموال العالمية للإمارة، عدا عن تحرّيها تكريس عقلية اجتماعية وحضارية متقبّلة للتطوير والتغيير، وليس العناية بجوانب العمران والبنية التحتية فقط.

ولعلّ القطاع الأكثر مثالية للاستثمار في دبي حالياً هو قطاع الاستثمار في الفنادق ذلك أن استضافة دبي لفعاليات عالمية عدة، خلقت حاجة ملحّة لتأمين غرف فندقية تؤمّن طاقة استيعابية، ولعلّ إعلانها استضافة معرض إكسبو الدولي في العام 2020، وما يتأتّى عنه من ضرورة تأمين 24 ألف غرفة فندقية جديدة، لتكون قادرة على استيعاب ما يقارب الخمسة وعشرين مليون سائح في غضون ستة أشهر هي مدة إقامة المعرض، لهي مثال جليّ على ذلك. كما أن الاستثمار الفندقي في دبي حالياً يؤمّن فرص عمل متزايدة للعاملين في القطاع الفندقي في العالم العربي وفي أنحاء العالم قاطبة، كما يعمل على تكريس الصبغة العالمية للإمارة.

ثمة أمور عدة على الراغب بالاستثمار الفندقي تحرّيها. من بينها الموقع؛ ذلك أن قرب المنشأة الفندقية من البؤر السياحية الجاذبة أمر غاية في الأهمية، عدا عن سهولة وصول النزيل في هذه المنشأة الفندقية لمحطات النقل العام والمرافق الخدماتية في المدينة من قبيل المتاجر والمطاعم والمصارف والمستوصفات.

عليك أيضاً أن تكون على دراية تامة بالتكاليف والعوائد المترتبة على أي استثمار في قطاعك، من خلال عمل دراسة جدوى موسّعة، واستفسار مطوّل عن عوامل نجاح نماذج استثمارية مماثلة لتلك التي تتطلّع إليها.

عليك كذلك الأمر أن تتحرّى وجود شركة استثمارية رائدة من شأنها تولّي مشروعك الاستثماري، والابتعاد عن الشركات المغمورة، كما أن مراجعة لوائح القوانين ودراستها واستشارة حقوقيين في الأمر، خطوة لا بد من إيلائها كثيراً من الاهتمام والجهد.