هل زرت مقبرة المرح في رومانيا ؟


عندما يموت الإنسان فإن من حوله يبحثون غالباً في ذاكرتهم عن أفضل الذكريات معه و اللحظات السعيدة التي قضوها في جواره ،ويغفرون له غير ذلك من أوقات الغضب أو اللحظات التي أظهرت عيوبه ،ويحاول الجميع أن يسرد القصص الطيبة عنه فللموت حرمته !!
إلا في قرية (Săpânţa) في رومانيا حيث توجد مقبرة المرح التي تضم أكثر من شاهد قبر يتحدث عن حكايات سيئة في حياة أشخاص قد ماتوا و اصفاً بالتفصيل مساوئهم و عيوبهم ونقائصهم ،مصحوبة بالرسومات الضاحكة والقصص الفكاهية التي قد تصف لحظات مأساوية لنهاية حياة هؤلاء الأشخاص.

موقع مقبرة المرح
تقع مقبرة المرح في قرية سابنتا في قلب مقاطعة مارامورس في الجزء الشمالي من رومانيا، القريبة من الحدود مع أوكرانيا.

كيف ولدت مقبرة المرح في رومانيا
يحرص الكثير من زوار رومانيا على زيارة مقبرة المرح و التجول بين قبورها لقراءة القصص المضحكة والأشعار اللاذعة التي عبر بها أبناء القرية عن مشاعرهم تجاه من ماتوا.

وكذلك التعرف على بداية القصة على يد أحد أبناء القرية وكان يعمل في نحت شواهد المقابر و في عام 1938 م قرر تطوير عمله بإضافة قصائد ساخرة من الموتى باللهجة المحلية وتصوير لحظاتهم الأخيرة في أشكال فكاهية على جوانب المقبرة .

بدأ أهالي القرية يستمتعون بالرموز التي يصنع منها ستان إيوان شواهد القبور الساخرة فقد إعتادوا أن يكون اللون الأحمر معبراً عن العاطفة و الأخضر يمثل الحياة و الأصفر يمثل الخصوبة و الحمائم السوداء للنهايات المأساوية بينما البيضاء للأرواح الطيبة.


وصف مقابر مقبرة المرح
صممت شواهد قبور مقبرح المرح بشكل مبهج على يد ستان إيوان الذي أعتبر نحاتاً و شاعراً و فناناً وليس مجرد نجار يصنع شواهد القبور فقد حرص إيوان على صناعة شواهد القبور من خشب البلوط المجفف و ينقسم الشاهد إلى قسمين العلوي على شكل صليب و السفلي يحتوي صوراً تصف حياة المتوفي بمشاهد بسيطة وعفوية لكن معبرة
فناك صانعات الغزل و حائكات السجاد أو ربات البيوت و المزارعين و أصحاب الحرف ولم يفت على إيوان أن يضع بجانب الصورة كلمات ذات دلالة على عيب المتوفي أو صفته المذمومة.

أين تذهب بعد زيارة مقبرة المرح
بعد ان تنهي زيارتك لمقبرة المرح يمكنك أن تذهب إلى محلات الهدايا التذكارية المنتشرة حول المقبرة والتي تبيع المصنوعات الحرفية التقليدية لأهالي القرية .


كما يمكنك أيضاً الذهاب لزيارة (دير بيري) وهو عبارة عن برج خشبي يعد الأطول بين الأبراج الخشبية في قارة أوروبا ورغم أن البرج قد تم بنائه بإرتفاع 35 متراً كدير إلا أنه لا يستخدم في الحقيقة في النواحي التعبدية .