تمثال الحرية في نيويورك … معلومات لا يعرفها الكثيرين






  • 5.00 / 5 5
  • 1 / 5
  • 2 / 5



تمثال الحرية (بالإنجليزية: Statue of Liberty) هو عمل فني نحتي قامت فرنسا بإهدائه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 28 أكتوبر عام 1886 كهدية تذكارية، بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأمريكية (1775-1783).


ومنذ ذلك الحين استقر التمثال بموقعه المطل على خليج نيويورك بولاية نيويورك الأمريكية ليكون في استقبال كل زائري البلاد سواء كانوا سائحين أو مهاجرين. قام بتصميمه النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي جوستاف إيفل.


يستقر التمثال علي جزيرة الحرية الواقعة في خليج نيويورك؛ حيث يبعد مسافة 600 مترا عن مدينة جيرسي بولاية نيوجيرسي و2.5 كيلومترا إلي الجنوب الغربي من مانهاتن، بمساحة إجمالية تقدر بـ 49,000 متر مربع.

الاسم الرسمي لهذا التمثال هو (بالإنجليزية: Liberty Enlightening the World)، وهو يمثل الديمقراطية أو الفكر الليبرالي الحر (Liberal Thought)، ويرمز إلى سيدة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقيت عند إحدي قدميها. تمسك هذه السيدة في يدها اليمني مشعلا يرمز إلي الحرية، بينما تحمل في يدها اليسري كتابا نقش عليه بأحرف رومانية جملة “4 يوليو 1776″، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي، أما علي رأسها فهي ترتدي تاجا مكونا من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم.


يرتكز التمثال على قاعدة أسمنتية جرانيتية يبلغ عرضها 47 مترا (154 قدم)، ويبلغ طوله من القدم إلي أعلى المشعل 46 مترا (151 قدم)، بينما يبلغ الطول الكلي بالقاعدة 93 متراً (305 قدم). ويتكون من ألواح نحاسية بسمك 2.5 مم مثبتة إلى الهيكل الحديدي، ويزن إجمالياً 125 طنا.

يحيط بالتمثال ككل حائط ذو شكل نجمي (نجمة ذات 10 رؤوس)، وقد تم بناؤه في عام 1812 كجزء من حصن وود (Fort Wood) والذي استخدم للدفاع عن مدينة نيويورك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865).


نبذة تاريخية:
في عام 1869 قام فريدريك بارتولدي (بالفرنسية: Frédéric Auguste Bartholdi) بتصميم نموذج مُصغر لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلا، وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس المفتتحة حديثا في 16 نوفمبر من ذلك العام، لكن الخديوي إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي نظرا للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، حيث لم يكن لدى مصر السيولة اللازمة لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها. (وهذا لم يتم اثباته لا بالوثائق ولابالأدلة).



في هذا الوقت، كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة (1870-1940) تتملكها فكرة إهداء هدايا تذكارية لدول شقيقة عبر البحار من أجل تأصيل أواصر الصداقة بها، لذلك تم التفكير في إهداء الولايات المتحدة الأمريكية هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكري المئوية لإعلان الاستقلال، والتي يحين موعدها في 4 يوليو 1876.


وبدأت الاستعدادات علي قدم وساق، حيث تم الاتفاق علي أن يتولى الفرنسيون تصميم التمثال، بينما يتولي الأمريكيون تصميم القاعدة التي سوف يستقر عليها. من أجل ذلك، بدأت حملة ضخمة في كل من البلدين لإيجاد التمويل اللازم لمثل هذا المشروع الضخم.

وهكذا، توفرت الأموال اللازمة، وقام المعماري الأميريكي ريتشارد موريس هنت (Richard Morris Hunt) بتصميم القاعدة، وانتهى منها في أغسطس من العام 1885 ليتم وضع حجر الأساس في الخامس من نفس الشهر. وبعدها بعام اكتملت أعمال بنائها في 22 إبريل 1886. أما عن الهيكل الإنشائي، فكان يعمل عليه المهندس الفرنسي يوجيني لو دوك (Eugène Viollet-le-Duc) لكنه توفي قبل الانتهاء من التصميم، فتم تكليف الفرنسي جوستاف إيفل ليقوم بإكمال ذلك العمل. وبالفعل قام إيفل بتصميم الهيكل المعدني بحيث يتكون من إطار رئيسي للتمثال يتم تثبيته في إطار ثاني في القاعدة لضمان ثبات التمثال.


انتهت أعمال تصميم التمثال في فرنسا مبكرا في يوليو عام 1884، فتم شحن التمثال على الباخرة الفرنسية إيزري (Isere)، حيث وصلت إلى ميناء نيويورك في 17 يونيو 1885. وتم تفكيك التمثال إلي 350 قطعة، وضعت في 214 صندوق لتخزينها لحين انتهاء أعمال بناء القاعدة التي سيوضع عليها، والتي انتهت في وقت لاحق لوصول التمثال.

وهكذا في 28 أكتوبر 1886 – أي بعد انتهاء اكتمال بناء قاعدة التمثال ب 6 أشهر – قام الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند (Grover Cleveland) بافتتاح التمثال في احتفال كبير، وقد ألقي فيه السيناتور وعمدة نيويورك الذي قاد حملة التبرعات – ويليام إيفارتز (William M. Evarts) – كلمة بهذه المناسبة.


تطورات عبر التاريخ:
– في عام 1903 تم وضع لوحة تذكارية من البرونز علي حائط قاعدة البرج الداخلية مكتوبا عليها كلمات الشاعرة الأميريكية إيما لازاروس (Emma Lazarus) بعد 20 عاما من كتابتها في 1883.

– في عام 1916 – في إطار الحرب العالمية الأولى – وقع انفجار في مدينة جيرسي ألحق أضرارا بالتمثال بلغت قيمتها 100,000 $ دولار أمريكي مما أدي إلي تحديد حجم الزائرين حتي تم الإصلاح.

– في 15 أكتوبر 1924 تم إعلان التمثال والجزيرة كأثر قومي، وتقوم بإدارتها إدارة الحدائق الوطنية (National Park Service)، وهي تـُعتبر الجهة الفيدرالية المنوط بها إدارة المناطق الآثرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

– احتراق برجي مركز التجارة العالمي 11 سبتمبر 2001.


– في 28 أكتوبر 1936 وبمناسبة اليوبيل الذهبي لإنشاء التمثال، قام الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (Franklin D. Roosevelt) بإعادة إهداء التمثال والاعتراف بفضله علي الأمة الأمريكية.

– أما في عام 1984، فقد إنضم التمثال إلي قائمة مواقع التراث العالمي التي تقوم بتصنيفها منظمة اليونسكو.

– في عام 1986 واستعدادا للاحتفال بمئوية التمثال، فقد تم عمل ترميم شامل له وتم تركيب طبقة ذهبية جديدة للمشعل تتلألأ عليها أضواء مدينة نيويورك ليلا.

– بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، قامت السلطات الأمريكية بإغلاق التمثال والمتحف والجزيرة أمام الجمهور لمراجعة الإجراءات الأمنية وتطويرها، ثم أعيد افتتاح الجزء الخارجي في 20 ديسمبر 2001. وظلت باقي الأجزاء مغلقة حتي تم افتتاح القاعدة مرة أخرى للجمهور في 3 أغسطس 2004 م -أي بعد 3 سنوات من الإغلاق- لكن لا يـُسمح بعد بالدخول إليه. ويتعرض الزائرين لتفتيش أمني مشابه لذلك المعمول به في المطارات ضمن الإجراءات الأمنية الجديدة.


معلومات بالتاريخ:
– تاريخ وضع حجر الأساس: 5 أغسطس 1885.

– تاريخ نهاية الأعمال الإنشائية: 22 إبريل 1886.
– تاريخ نهاية التصميم في فرنسا: يوليو 1885.
– تاريخ وصول التمثال إلي نيويورك: 17 يونيو 1885.
– تاريخ الافتتاح الرسمي: 28 أكتوبر 1886.
– تاريخ إعلانه كأثر قومي: 16 أكتوبر 1924.
– تاريخ انضمامه إلي قائمة التراث العالمي: 1984.


بيانات مختصرة:
– الوزن الكلي: 125 طن.

– عرض القاعدة: 47 متر (154 قدم).
– ارتفاع التمثال: 46 متر (151 قدم).
– الارتفاع الكلي: 93 متر (305 قدم).
– طول اليد: 5 متر (16 قدم).
– طول الذراع الأيمن: 12.80 متر (42 قدم).
– طول إصبع السبابة: 2.44 متر (8 قدم).
– عرض الوجه من الإذن للإذن: 3.05 متر (10 قدم).
– طول الأنف: 1.37 متر (4 قدم).
– طول العين: 0.76 متر (2 قدم).
– عرض الفم: 0.91 متر (3 قدم).
– عرض الوسط: 10.67 متر (35 قدم).
– عدد الزوار السنوي: 3,5 مليون.

هناك مئات من تماثيل الحرية تم نصبها في أرجاء العالم، أشهرها تلك الموجودة في باريس، النمسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الصين، وفيتنام.