دبى

شكل ارتفاع سعر الدرهم مقابل معظم العملات الأجنبية غير المرتبطة بالدولار تحدياً جديداً أمام القطاع السياحي في الدولة حيث انعكس ارتفاع قيمة العملة المحلية على اسعار البرامج السياحية بالنسبة للعديد من الأسواق المصدرة للسياح حول العالم . وارتفع سعر الدرهم بنسبة 12% بسبب ارتفاع الدولار أمام سلة العملات الرئيسية الأمر الذي أثر في أسعار البرامج والمرافق السياحية التي ارتفعت بدورها مقابل العملات الأخرى .

يعتبر تراجع الروبل الروسي إضافة إلى اليورو من أهم العوامل التي ستؤثر في تدفق السياحة من الاسواق الاوروبية والروسية إلى الإمارات بسبب صعوبة توفير برامج سياحية بأسعار منافسة لهذه الأسواق في ظل ارتفاع سعر الدرهم بنسبة 12% مقابل سلة العملات الرئيسية .
ويدرس القطاع السياحي في الدولة عدة خيارات لتجاوز هذا التحدي الجديد منها زيادة التركيز على اسواق بديلة يمكنها تعويض التراجع في الأسواق المتضررة مثل السوق الصيني والسوق الخليجي إضافة إلى ابتكار برامج سياحية بأسعار تنافسية من أجل المحافظة على استمرارية التدفق السياحي إلى الدولة .
وأكد خبراء أن سعر صرف العملات بات يؤثر تأثيراً مباشراً في إيرادات شركات الطيران المحلية التي تعمل في دول منطقة اليورو وروسيا مشيرين إلى أنه عندما تعمل شركات الطيران أو السياحة على تحويل إيراداتها من تلك الأسواق من اليورو أو الروبل إلى الدولار أو الدرهم سيكون هناك خسائر لم تكن في الحسبان في السنوات السابقة .


برامج تنافسية

وقال رؤساء شركات سياحية رئيسية متخصصة في جلب السياح إلى دبي إنه من المهم في هذه المرحلة أن يتم العمل بشكل مشترك مع شركات الطيران والفنادق لإعداد برامج تنافسية تتضمن تخفيضات في أسعار الغرف والطيران، بهدف المحافظة على معدلات السياحة من السوق الروسي من جهة، والأسواق الرئيسية الأخرى المصدرة للسياحة إلى دبي كالأسواق الأوروبية والخليجية فضلاً عن السوق الصيني الواعد .
وقال على أبومنصر، رئيس مجلس إدارة شركة فيجن لإدارة الوجهات أن ارتفاع سعر الدولار أو الدرهم أمام عملات رئيسية سيسهم بنوع من التباطؤ في التدفق السياحي الى دبي خلال الربع الاول من اسواق رئيسية في اوروبا والذي سيضاف إلى التراجع الكبير من السوق الروسي والذي وصل الى 50% بعد انهيار الروبل عقب انفجار الازمة الاوكرانية وانخفاض اسعار البترول .

ارتفاع سعر الدرهم

وقال ابو منصر إن ارتفاع سعر الدرهم المرتبط بالدولار ينعكس بشكل مباشر على أسعار الخدمات والمرافق السياحة التي سترتفع بالنسبة للسياح من الدول غير المرتبط بالدولار خاصة أن نحو 20% من الشركات تتعامل بالدولار، مطالباً القطاع السياحي في دبي بجميع اطرافه بالتعاون لتجاوز التأثيرات السلبية لهذه المرحلة والتي غالبا ما ستكون مرحلة مؤقتة سيتم تجاوزها كما تجاوز القطاع فترات اصعب خلال السنوات الماضية خاصة ان دبي تتمتع بسمعة سياحية كبيرة في الاسواق العالمية فضلاً عن شبكة الربط الواسعة لخطوط الطيران التي تربط بين دبي والعديد من المدن العالمية .
واكد ابو منصر ضرورة تكثيف الجهود التسويقية والترويجية في السوق الروسي والأوربي والأسواق الرئيسية الأخرى خاصة السوق الخليجي، بهدف المحافظة على زخم النمو الذي تشهده حركة السياحة في دبي منذ سنوات طويلة عبر تخفيض الاسعار بما يتوازي مع التراجع في سعر العملات بحيث يتحمل جمع الأطراف الفارق في سعر الصرف وهو ما من شأنه ان يحافظ على استمرارية التدفق السياحي، ويكرس تنافسية دبي السياحية مقارنة بالأسواق العالمية .

انخفاض أسعار البترول

وأضاف ابومنصر أن انخفاض أسعار البترول تساعد الجميع على مراجعة الاسعار وخاصة شركات الطيران التي مازالت تحتفظ باسعار مرتفعة متجاهلة انخفاض سعر النفط الى نحو 50% مشيرا الى انه على الجميع التعاون لتجاوز هذه المرحلة بهدف تحقيق رؤية دبي السياحية 2020 والتي تقتضي مضاعفة عدد السياح القادمين إلى الامارة الى نحو 20 مليون سائح الأمر الذي يأتي من المحافظة على تنافسية القطاع السياحي بالدرجة الأولى .
وقال إن خبرة دبي في التعامل مع التحديات الخارجية ستمكنها من تجاوز التحديات الراهنة التي فرضتها الأوضاع الصحية في إفريقيا والاقتصادية في روسيا وأوروبا، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة العمل على تحفيز الحركة من السوق الروسي والأوروبي وعدم الانتظار لتحسن الأوضاع الاقتصادية .


تراجع العملة الأوروبية

قال جورج موسى رئيس وصاحب مجموعة بلانت إن طبيعة تأثر قطاع السياحة نتيجة تراجع العملة الأوروبية والروسية سيكون على شقين الأول فيما يتعلق بمكاتب السياحة التي تتعامل مع نظيراتها الأوروبية باليورو وتحديد السعر الشامل للرحلات السياحية لذلك فإن الأموال وتكاليف الحجز والرحلات تكون مدفوعة مسبقا ولكن فرق السعر الذي سينجم عن تغير الأسعار ستتحمله مكاتب السياحة والسفر بينما تتحمل مكاتب السياحة والسفر التي تقوم بالاتفاق مع نظيراتها الأوروبية بالعملة الامريكية، الفارق في تحويل سعر العملة من الدولار إلى اليورو وهو ما سينعكس على مقدرة السائح الأوروبي المالية، وهذا الجزء هو الأكثر أهمية وهو الذي سيلحق الضرر بالسياحة الأوروبية لكون السائح نفسه هو من سيتحمل فرق تقلب أسعار العملات .
وقال موسى إن تنوع المنتج السياحي والأسواق السياحية التي تعتمد عليها دبي قلل من تأثير تراجع اليورو في أعداد السياح القادمين إلى دبي، مشيرا إلى أن سياحة الأعمال والمؤتمرات تشكل العمود الفقري للسياحة في الدولة .

التنسيق بين الجهات

قال رياض الفيصل مدير عام أصايل للسياحة إن هذا التغير في سعر الصرف في حال استمراره لفترة طويلة فإنه سيؤثر في القطاع السياحي في الدولة مشيراً إلى ضرورة التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات بهدف الحفاظ على تنافسية الإمارات السياحية . ودعا الفيصل الى ضرورة العمل على تكثيف الحملات التسويقية في أسواق جديدة مثل السوق الصيني والسوق الخليجي من خلال توفير برامج سياحية باسعار تنافسية إضافة الى زيادة التركيز على السياحة الداخلية . أضاف الفيصل أن تراجع أسعار البترول يساعد شركات الطيران على خفض أسعارها الأمر الذي من شأنه أن ينعكس على أسعار البرامج السياحية ويخفف حدة ارتفاع الأسعار .