عشق السياح السعوديين وملاذهم الأوروبي

"غرناطة المسلمين" قِبْلة السياحة الإسبانية يمر عليها ألف عام





"غرناطة العرب" المدينة الحمراء تحتفل المدينة الإسبانية العام الحالي بذكرى مرور ألف عام على تأسيسها مدينة إسلامية وتقام بهذه المناسبة معارض ومهرجانات وحفلات موسيقية وحفلات في شوارع المدينة وأوضح مكتب السياحة الإسباني أنه سيُقام مهرجان بعنوان "ألف وجه لغرناطة" بينما يستمر آخر بعنوان "المملكة القديمة - رينو دي غرناطة" من الوقت الحالي حتى ديسمبر المقبل وسيصف المملكة الموروية "العربية" في غرناطة التي حلت محلها بعد ذلك مملكة مسيحية وتختتم الأجواء الاحتفالية بمهرجان في الشوارع بعنوان "الألفية في الشوارع"ويُقام خلال الفترة من 11 حتى 13 أكتوبر المقبل




غرناطة التاريخ غرناطة هي مدينة وعاصمة مقاطعة غرناطة في منطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا وتقع بمحاذاة جبال سييرا نيفادا عند نقطة التقاء نهرَي هَدَّرُه وسَنْجَل وعلى ارتفاع 738 متراً فوق سطح البحر. وتقع غرناطة على سفح جبال سييرا. وغرناطة في المرتبة الـ13 بوصفها أكبر المناطق الحضرية في إسبانيا وتأتي تسمية غرناطة من أيام الحكم الإسلامي للأندلس بعد أن فتحها المسلمون الأمويون عام 711 ميلادياً وأسسوا قلعة غرناطة
ويبزغ نجم هذه المدينة الأندلسية الرائعة إبان تهاوي عواصم المسلمين في الفردوس الضائع وتساقطها الواحدة تلو الأخرى بعد موقعة العقاب بين إسبانيا والمغرب العربي بعد أن فتح الأمويون إسبانيا فتح المسلمون عام 711 مناطق واسعة في شبه جزيرة أيبيريا وأسسوا دولة الأندلس وحافظ المسلمون على الإرث الروماني كما صلّحوا ووسَّعوا البنى التحتية واستخدموها لأغراض الريّ وإدخال أساليب زراعية مبتكرة للحصول على محاصيل جديدة
مثل: الحمضيات والمشمش في غرناطة التي أصبحت عاصمة الخلافة الإسلامية



السقوط المهين

في الثاني من يناير عام 1492 سلّم الخليفة محمد الثاني عشر وهو آخر الخلفاء المسلمين في الأندلس غرناطة لفرناندو الثالث ملك قشتالة والملكة إيزابيلا الأولى وبالتالي انتهى حكم المسلمين للأندلس وبحلول القرن السادس عشر أصبحت غرناطة مسيحية أكثر من أي وقت مضى وتوافد إليها مهاجرون من مناطق أخرى من شبه جزيرة أيبيريا. وتحولت مساجد المدينة إلى كنائس،أو دُمّرت كلياً وبعد هجرة معظم اليهود من المدينة تم تدمير الحي اليهودي الذي يُسمى "الغيتو" لفتح المجال أمام مبان كاثوليكية وقشتالية جديدة ويُعد سقوط غرناطة من أكثر الأحداث المهمة التي ميزت النصف الأخير من القرن الخامس عشر في التاريخ الإسباني لأنه وضع نهاية لحكم المسلمين الذي دام أكثر من ثمانية قرون. وشرعت إسبانيا بعدها في مرحلة كبيرة من
الاستكشاف والاستعمار في جميع أنحاء العالم وفي العام نفسه أسفرت رحلة كريستوفر كولومبوس 1492م لاستكشاف ما يسمى بالعالم الجديد
على الرغم من أن "ليف أريكسون" يُعتبر أول أوروبي وصل للعالم الجديد قبل كريستوفر كولومبوس بـ 500 عام وساعدت الموارد التي تم اكتشافها في الأمريكيتين في اغتناء الدولة الإسبانية

وبالتالي استطاع فرديناند الثاني وإيزابيلا توسعة حكمهما في المملكة المتحدة. كما أدت المستعمرات الإسبانية التي تمت عن طريق الحملات البحرية
وخصوصاً في الأمريكيتين إلى إنشاء الإمبراطورية الإسبانية العظمى




معالم غرناطة

يُعتبر "قصر الحمراء" و"جنة العريف" من أعظم الثروات الثقافية في غرناطة. و"جنة العريف" هي حدائق مرفقة بالقصر تتميز بموقعها وتصميمها الفريد
فضلاً عن التنوع في أزهارها ونباتاتها ونوافيرها. ويُعد قصر الحمراء تتويجاً لأبرز الأعمال المعمارية في عهد بني الأحمر في الفترة بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر. وتم بناء معظم قصر الحمراء في عهد يوسف الأول ومحمد الخامس بين الأعوام 1333 و1354 كما أن غرناطة معروفة داخل إسبانيا نظراً إلى مكانه جامعة غرناطة




قصر الحمراء

بُني قصر الحمراء في عهد بني الأحمر واندرج ضمن مواقع التراث العالمي من قِبل اليونسكو عام 1984 ويُعد واحداً من أكثر المواقع أهمية في إسبانيا
وأكثرها زيارة، ويتألف من منطقة دفاعية وهي القصبة ومساكن للحكام والعامة وقصر لخلفاء بني الأحمر والقصر نفسه إضافة إلى حدائق منها جنة العريف ويقع قصر الحمراء فوق هضبة صغيرة على الحدود الجنوبية الشرقية من المدينة في سفوح جبل الثلج في القرن الحادي عشر تطور قصر الحمراء ليصبح مدينة محصنة أصبحت بمنزلة معقل عسكري سيطر على المدينة بكاملها ولكن في القرن الثالث عشر ومع وصول الخليفة الأول من سلالة بني الأحمر محمد بن نصر "1238-1273" أسس مقر الخلافة في قصر الحمراء، كما ضم كبار المسؤولين بمن فيهم موظفو المحكمة وجنود النخبة وذلك في القرنين الثالث عشر والرابع عشر في عام 1527م



جنة العريف

هي حدائق ملحقة بالقصر وهي مكان استجمام وراحة لأمراء غرناطة المسلمين عندما كانوا يريدون الفرار من ملل الحياة الرسمية في القصر
وهي تقع في موقع يسمح برؤيتها من جميع أنحاء المدينة. وتم بناء القصر والحدائق على طراز بني الأحمر وهي الآن من أكثر الأماكن جذباً للسياح في غرناطة