تمازج وانسجام

قل ما يثبت عن دولة ما ادعاؤها بانسجام شعبها من ذوي الأصول والأعراق المختلفة. أما موريشيوس فهي من الدول التي تتمتع بهذا الامتياز، مزيج وانسجام ووحدة وطنية تنتهي عندها جميع أوجه الخلاف الأمر الذي يراه كل من شاهد الحياة في الجزيرة أمرا مستحيلا. موريشيوس مكتظة بالسكان (نظرا لصغر مساحتها)، رغم أن تعدادها لا يتجاوز المليون ونصف المليون نسمة، حسب آخر إحصاء في 2001م، يعمل معظمهم في الصيد والزراعة.

كانت موريشيوس شبه مهجورة حتى جاءها الغزاة، وجاءت هجرة الصينيين الباحثين عن الثروة التجارية بأعداد هائلة ليصبحوا أحد أعمدة الشعب، ولا ننسى هجرة اليهود من شرق أوروبا وخاصة بولندا هربا من بطش الألمان ونزوحا نحو فلسطين المحتلة عبر الساحل الغربي لأفريقيا مرورا برأس الرجاء الصالح ليجدوا أنفسهم مواطنين لدولة موريشيوس قبل أن يهاجر عدد كبير منهم مؤخرا و توجد في الجزيرة مقبرة كبيرة لليهود نتيجة غرق إحدى هذه السفن التي كانت تحمل المهاجرين من بولندا.

هذا الخليط النادر ميز الشعب الموريشيوسي بخصائص التعدد الفريدة، ولكن من حيث الترتيب النسبي ينقسم الشعب حسب أصولهم إلى: الهنود 52% ويليهم الكرويل أو الأفارقة 27% ثم الصينيون 3% وكل من الفرنسيين والبرتغاليين 2%، ونسب قليلة من اندونيسيا والجزر المحيطة.
و يمكن تقسيم عدد السكان حسب دياناتهم كما يلي: 51% هندوس ، 27% مسيحيين و 17% مسلمين و البقي 5% متنوعة.







اللغة

شهدت اللغة الرسمية تحولات بكثرة الاستعمار إلى أن استقرت على الإنجليزية. وهذه التحولات مكنت الفرد الموريشسي من اجادة لغات عديدة، حيث إن غالبية السكان اضافة إلى اللغة الرسمية يتحدثون الفرنسية بطلاقة، أما الكرويل فهي اللغة العامية التي تجمع جميع الناس بمختلف ثقافاتهم واصولهم، لأنها مزيج من عدة لغات: البرتغالية والسواحلية والفرنسية والانجليزية، أي اللغة التي تمثل شعب الجزيرة، اضافة لبعض اللهجات المحلية مثل الهاكا والبوجبوري.

لا غرابة أن تتعدد الديانات طبقا لتعدد الأصول والأعراق، ولكن الغريب في الأمر هو أن تجد هذا الشعب ينسى أمر ذلك الاختلاف حتى في عادات زواجهم.

النظم الاستعمارية العديدة أوجدت ثقافات متنوعة شكلت وجودا شاركت فيه شعوب مختلفة، وأوجدت شكلا مغايرا لما هو عليه في بقية الدول، فمنذ أن أوفد البريطانيون ذلك العدد الضخم من ذوي الأصل الهندي إلى الجزيرة، ومن الولايات الهندية التي تختلف في بعضها من لغاتها وثقافاتها، حتى اضيفت إلى الجزيرة ثروة ثقافية كبيرة إلى تلك الغنية الموجودة أصلا، فمنذ أن نالت الجزيرة استقلالها عن بريطانيا عام 1968م وهي تنعم بحكم ديموقراطي لممثلين من الشعب مباشرة. وتكثر الاحتفالات الشعبية لكثرة المعتقدات، فنجد لكل طائفة احتفالا يخصها اضافة إلى الاحتفالات الرسمية للدولة، أما الشكل الثقافي الذي تعرف به الجزيرة فهو عبارة عن رقصات مصحوبة بأغان مقتبسة من التراث الأفريقي لشعوب مدغشقر، وهي في الأصل بكاء للروح تعبيرا عن الرغبة الإنسانية للترويح عن النفس، وتعكس المتعة والأسف معا، وتؤدى دائما على شواطئ الهندي الذي كان يلجأ إليه الأهالي لإزالة هموم الاسترقاق وتعب العمل بوضع جميع تلك الأعباء النفسية والاجتماعية على المحيط، ذلك المارد الذي يسع صدره لحمل كل ما هو ثقيل على بشر، إلى أن أصبحت على ما هو عليه اليوم، وصارت اليوم مورد ترفيه لجميع شعوب الجزيرة بمختلف أصولهم، فالايقاع واللحن والحركات تعني موريشيوس المتجانسة، تؤدى باستخدام آلات بدائية متمثلة في «رافان» وهي مجموعة أعواد متراصة يحمل كل واحد منها نغمة مختلفة، و«تراينغل» وهي قطعة معدنية ثلاثية الأضلاع يتم النقر عليها بواسطة قضيب خشبي اضافة إلى المؤثرات الموسيقية الأخرى من ضرب ملاعق الطعام والزجاج الفارغ بعضه ببعض.






الدودو:








تشتهر الجزيرة بهذا الطائر الجميل و الغريب و الذي لم يكن موجود إلا في موريشيوس، وقد إكتشفه البرتغاليون عند نزولهم للجزيرة عام 1681م و هذا الطائر من فصيلة الحمام و يبلغ وزنه 23 كيلو و لكبر حجمه لا يستطيع الطيران، وهذا كان أحد أهم أسباب إنقراضه حيث كان فريسة سهلة للكلاب و الخنازير البرية.
وتجد الدودو في كل مكان في الجزيرة منحوتاً و مرسوماً و هو من الهدايا التذكارية المميزة و أحد أهم معالم الجزيرة.
و يرجع سبب تسميته بهذا الإسم إلى الكلمة الهولندية (Dodoor) و تعني بالإنجليزية (sluggard) و تعني بالعربية كسلان.








أهم المدن

مدينة بورت لويس

تقع العاصمة بورت لويس في الطرف الشمالي الغربي من الجزيرة وتحفها الجبال من أكثر من جهة وهي الأكبر من حيث المساحة في مورشيوس رغم أنها تضم النسبة الأقل من تعداد السكان، وفي النهار تبدو بورت لويس كأي مدينة عصرية تضج بالأنشطة التجارية والزحام المروري وأبواق السيارات وكل ماشابه ذلك، وفي الليل تنعكس الصورة تماماً ويسيطر الهدوء على كل شيء، بل نستطيع القول إن المدينة تموت أثناء الليل والمكان الوحيد الذي يصدر منه صوت في ليل المدينة اليهم هو منطقة لوكودان ووترفرونت، حيث يمكنك أن تجد كازينو ودور عرض سينمائية ومحلات تجارية ومطاعم، وتوجد منطقة سكنية للمسلمين حول ميدان معمر القذافي الذي يقع على بعد ملائم من شارع جون كنيدي الذي يقع في الطرف الآخر للمدينة وميدان "تشايناتاون" حول الشارع الملكي والمدينة بشكل عام يمكنك أن تجوبها بكاملها على قدميك.

وسوق بورت لويس هو أنسب مكان تشعر فيه بأنك دخلت مدينة، فهو يقع في قلب المدينة وبه قسم خاص للخضروات والفواكه وأقسام للحوم والأسماك والهدايا والأشغال اليدوية والملابس والتوابل، وكن مستعداً لحمل كميات كبيرة من المشتريات. وبالقرب من السوق يوجد متحف التاريخ الطبيعي وهناك تستطيع أن ترى حمام "الدودو" المنقرض محنطاً، وهو موجود في ذلك المكان منذ نهايات القرن السابع عشر الميلادي.

وكذلك يمكنك أن تشاهد جمال عدة أنواع أخرى من الطيور المنقرضة المحنطة وكذلك الحيوانات والأسماك والمكان الوحيد المتبقي في بورت لويس هو متحف البريد ويضم مجموعة من طوابع البريد في مورشيوس. وإذا كانت الآثار الاسلامية تستهويك فعليك بزيارة مسجد جمعة الذي بنى في القرن الثامن عشر في وسط الميدان الصيني، وكذلك حصن آديليد الذي يطلق عليه العامة اسم القلعة وهو الوحيد المتبقي من أربعة حصون بريطانية أخرى كانت موجودة بالجزيرة وهو يتيح لك فرصة القاء نظرة على الجزيرة بأكملها من على سطح الجبال. وهناك مزار "بير ليفال" الذي يقع في مستهل شرق المدينة في منطقة "ستي كروس" و"بيير ليفال" يقال إنه استطاع أن يحول 67 ألف شخص إلى مورشيوس خلال سنوات حكمه الـ23 واليوم هو مدفون في المزار ووضع له تمثال هناك ويزوره السكان المحليون ليستمدون منه القوة ويتسابقون لمجرد لمسه.




كيوربيبي :

وهي تقع على أسفل نقطة بالنطاق المدني الذي يمتد قطريا على حدودها من «بورت لويس» ماراً «بيوباسن» و«روزهيل» و«كوتربرون» و«فاكواس» ثم «فينكس». وتعد كيوربيبي اليوم من أجمل المدن حيث معمارها الاستعماري العريق، وحدائقها العامة الخلابة، وأسواق خضرها الشهيرة اضافة إلى اجمل منظر بالجزيرة وهو «تروأوكسسيرف» ومزارع الشاي المنمقة.




ماهيبورغ:

جاءت تسميتها نسبة للحاكم الفرنسي «ماهي دو لابوردونياز». زيارة قصيرة إلى متحف المدينة تظهر لك ثراء الماضي التاريخي كونها كانت الميناء عند نزول الهولنديين على أرض الجزيرة لأول مرة، وصارت أول عاصمة لها بعد ذلك، ومسرح انتصارات أسطول نابليون على البريطانيين تلك الأحداث المنقوشة على قوس النصر في باريس




غراند باي :

وتدين بجمالها لنوعية مائها الزمردي الفاتن، وشواطئها التي لا تعرف طعم النوم، بالإضافة للأسواق الجميلة و المقاهي الممتدة على الساحل




قرية بامبلوسيس

يمكنك زيارة حدائق السير "سيووساجور رامجولام باتونيكال" وهي التي تعرف باسم حدائق "باتونيكال" الملكية التي أنشأها الحاكم ماهي دي لابوردونايس كحدائق للخضروات تمد منتجعه الخاص، وفي عام 1768 حولها الفرنسي بيير بوفوار لانتاج التوابل ثم أهملت حتى عام 1849 عندما استولى عليها البريطاني جيمس دولكان واعاد زراعتها بأشجار النخيل.
وهذا التاريخ البسيط يجعلها تستحق الزيارة في مورشيوس بالرغم من أن بها زهورا قليلة فاتنة منها زهور الليلك المائية التي تزرع في الأمازون وهي تتفتح زهوراً بيضاء في يوم وزهوراً حمراء في يوم آخر وهناك أيضاً أشجار البامبو الذهبية التي يستخرج منها اللبان أو "العلكة" وشجرة بوذا التي يعود تاريخها لـ200 عام وشجرة المسيح التي تشبه أوراقها الصليب، وأشجار الزنجبيل والسينامون والنتميج وبها عدد من الزهور البرية التي لا يمكنك أن تراها في أي مكان آخر بالجزيرة وبالمدينة أيضاً جاليري للفنون ومقبرة، وتقع قرية بامبلمويسيس على بعد 11 كيلومتراً شمال شرق بورت لويس.




موكا.. القلب الأكاديمي

على بعد 12 كيلومتراً من بورت لويس تقع مدينة موكا وعالمها يختلف كثيراً من العاصمة فهي القلب الأكاديمي لمورشيوس ما أن طبيعتها يغلب عليها الغابات الصغيرة والجبال المحيطة والمنازل الفاخرة، وبها جامعة "مورشيوس" ومعهد "المهاتما غاندي" الذي أنشئ ليحمي الثقافة الهندية لأهل مورشيوس وهو يضم المتحف الشعبي للهجرة الهندية، وبعض الآثار القليلة مثل المجوهرات التي كان يرتديها المهاجرون الهنود الأوائل وبعض الآلات الموسيقية وكتب وصكوك ملكية بيوت. وهناك أيضاً للمهتمين بالتاريخ "المعسكر آلي رديوت" وهو مبنى حكومي أقيم عام 1874 وتحول حالياً إلى قاعدة عسكرية أميركية ، ورغم أن المبنى نفسه لا يفتح للعامة إلا يومين في السنة في شهري مارس (اذار) وأكتوبر (تشرين الاول) إلا أنها حدائق تستحق الزيارة ويسمح بزيارتها في أي وقت . وهناك مبنى "أيركوهاوس" الذي تحول الى متحف عام 1986 وقد أنشئ عام 1830 كمعسكر حكومي ومن داخله يضم الآلات الموسيقية والأعمال الفنية والخرائط القديمة وبعض الأثاث المنزلي الهندي والصيني.




فليك إن فلاك

تقع في الجزء الغربي من الجزيرة و تحتوي على مجموعة صغيرة من الأسواق و تتميز بشواطئها الجميلة و وجود عدد كبير من الفنادق المشهورة مثل الهيلتون و الشوقار بيتش ريسورت و دينا روبين و الأوبوري




العملة:


الروبية الموريشيسية هي العملة الأساسية و يمكن التعامل باليورو و الدولار و إليكم أمثلة للتحويلات:

100 دولار = 3000 روبية
100 يورو = 4500 روبية
100 ريال =800 روبية





تأشيرات الدخول (الفيزا)

مورشيوس بالتحديد تقدم نفسها دائماً على أنها أكثر الجزر في المنطقة التي تمنح تسهيلات للسائحين، فمواطنو الدول الخليجية لا يطلب منه أية تأشيرات فقط أن يكون الجواز صالح و غير منتهي.
و هذ هو الحال لباقي الجنسيات إل أنه يوجد بعض الإستثناءات وخاصة على الجنسيات الأفريقية (السودان و الحبشة) و يمكن طلب الفيزا من المطار بعد التنسيق مع وكيل السياحة في بلدكم و قبل بدء الرحلة.



حالة الطقس

كل أوقات السنة تعتبر مواعيد مناسبة للزيارة باستثناء موسم أعياد الميلاد وفترة مواسم الأمطار

وموريشس فيها فصلين فقط.....صيف وشتاء

وبالنسبة للسياحة فمورشيوس في العادة لا تعرف المواسم الرائجة وغير الرائجة

فالشتاء فيها يبدأ من شهر يوليو (تموز) الى سبتمبر (ايلول) وفي هذا الفصل تنخفض درجات الحرارة ويتحول الطقس من حار رطب إلى طقس منعش بنسمات باردة(معتدله جدا) ، مع القليل من الأمطار والرطوبة، وهذه الفترة هي الأكثر اقبالاً.

الفترة الأقل إقبالا هي التي تمتد من يناير إلى ابريل (نيسان) حيث يكون النهار أطول مع طقس حار رطب جداً، وفي بعض الأحيان تقع بعض الأعاصير، والزوار في تلك الفترة عليهم أن يكونوا مستعدين دائماً لقضاء عدة أيام بدون خروج وخصوصاً في أوقات الأمطار الغزيرة.و لكن هذه نادره ولا تحدث كل عام وتكون خلال الفترة الممتده بين منصف يناير الى منتصف مارس.

الفترة من منتصف مارس حتى شهر يوليو (تموز) فهي أنسب فترة لهواة الغطس ففيها تكون المياه في أكثر حالاتها نقاء وصفاء، وشهر يونيو (حزيران) هو الأنسب لرياضة التزحلق على الماء وهواة مسابقات الصيد تناسبهم الفترة من أكتوبر الى ابريل، ففي هذه الفترة تقترب الأسماك الكبيرة من الشاطئ.