ميونــخ ذات الطبيعـة الخلآبـة والجمال السآحر






هي ثالث أكبر مدن ألمانيا و عاصمة ولاية بافاريا . تقع المدينة في جنوب ألمانيا على نهر إيزار على بعد حوالي ساعة بالسيارة من جبال الألب. تدعى أحيانا بالعاصمة الخفية لألمانيا.
يبلغ عدد سكانها حوالي 1,27 مليون نسمة (إحصاءات عام 2005). موقعها المميز في وسط أوروبا، جعلها عبر التاريخ محطة و مركز مهم في القارة.
اليوم تشكل ميونخ باقتصادها، إحدى أغنى مدن ألمانيا وأقواها اقتصادا. بها مقر عدد من الشركات والمصانع الألمانية المهمة، أهمها :
شركة السيارات بي‌إم‌دبليو (BMW)
، شركة التأمين أليانز،
شركة سيمينز للكهربائيات والاتصالات
وشركة مان لصناعة المركبات الثقيلة.
هي أيضا مركز مهم للموضة والثقافة والأدب في ألمانيا، حيث بها مقر عدد من محطات التلفزة والإذاعة و حوالي 300 دار نشر. يزورها سنويا حوالي ثلاثة ملايين سائح .
وحسب الإحصاءات الألمانية، فإن ميونخ تعد المدينة المفضلة الأولى للمعيشة في ألمانيا. أقيمت بها عام 1972 الألعاب الأوليمبية.



ميونيخ مدينة مفعمة بالنشاط والحيوية، وتتميز بالتنوع والتعدد الثقافي والتعايش السلمي بين مكوناتها الاجتماعية المختلفة، كما أن الجمال والأبهة والفخامة لا تغيب عنها. ما يجعلها واحدة من أكثر المدن الألمانية جذبا للسياح.
يعيش التجار العرب والأجانب والألمان جنبا إلى جنب في شوارع ميونيخ القريبة من محطة القطارات الرئيسية. يمارسون حياتهم بنشاط وهمة، ويعرضون بضاعتهم المتنوعة كتنوع بلدانهم وثقافاتهم. ويعتبر شارع غوته (Goethe) أكبر وأهم الشوارع الرئيسية التي تعكس حياة التجار الأجانب في ميونيخ ، فهو يجمع كل المتناقضات المعروفة في اللغة والعرق والدين والطعام وحتى البضائع، إلا أنه يظل علامة مميزة تدل على التعدد الثقافي والاجتماعي وتسامح المدينة، والتعايش السلمي بين سكانها.











" ميونيخ مدينة عالمية "
هناك زيادة مستمرة في عدد المهاجرين إلى ميونيخ، ففي سنة 2009 وصل عددهم إلى 309 آلاف أي بنسبة تقدر بحوالي 6, 22 % من عدد السكان، وفي سنة 2012 وصل العدد إلى 354 ألفا أي بنسبة 6, 24 %؛ وبإضافة من حصلوا علي الجنسية الألمانية إليهم تصل النسبة الكلية إلى 6, 38 %، حسب تصريحات نشرتها صحف ألمانيا للسيدة بيرغيتا ماير من مكتب الشؤون الاجتماعية في بلدية ميونيخ. وتضيف ماير أن هذا الإرتفاع يؤكد حقيقة تنوع مدينة ميونيخ الاثني والثقافي، وأنها تصنف الآن كمدينة عالمية .



لا تخطئ العين أثناء التجول في شارع غوته مظاهر هذا التنوع الشديد، فهو "يحمل نكهة عربية مميزة فكل شئ موجود فيه مثل محلات الغذاء والملابس والمتاجر الكهربائية والصيدليات ومحلات البقالة وبيع اللحم الحلال والشاورما والفلافل ومحلات الستلايت، وكلها تحمل أسماء عربية أو أسماء من لغة القائمين عليها" يوقل أبو كريم العراقي والذي يعمل في صالون حلاقة عربي، في حوار مع DW عربية.

يستمع المرء أثناء السير في الشارع إلى مختلف اللهجات العربية، الرجال يتجولون بالجلباب والنساء بالحجاب. ويفضل سياح الخليج من الطبقة المتوسطة السكن في الشارع أو بالقرب منه، لأن كل شئ متوفر فيه ولا توجد مشكلة في التحدث باللغة العربية .

كما يتميز الشارع أيضا بانتشار محلات الشاورما التركية بكثافة، فقد ظهرت فيه لأول مرة قبل 35 سنة ومنه انتقلت إلى كل أرجاء المدينة.











" التنوع والاندماج "
بالاتجاه إلى تقاطع شارع لاندفير مع شارع غوته يزداد التنوع بين محلات تبيع المصاحف والسبحات وأشرطة القرآن وملابس المحجبات، إلى محلات بيع أدوات الجنس والمقاهي العربية لتدخين الشيشة وكازينوهات القمار. وما يثير الانتباه، أن الجميع ملتزمون بالعمل داخل حدود متاجرهم دون ضجر أو إحساس بالمضايقة من وجود جيران على النقيض منهم .



بيرغيتا ماير هذا التنوع الكبير، بأن ميونيخ حققت "تقدما كبيرا في مجال إدماج الأجانب خاصة في مجال التعليم وسوق العمل. وأصبح شعار: ميونيخ متنوعة، في الفترة الأخيرة شعاراً نرفعه في كافة المناسبات" وتضيف بأنه حسب استطلاع للراي أجرته بلدية المدينة، تبين أن "90 بالمائة من الألمان الذين ينتمون إلى أصول أجنبية أو المهاجرين، يشعرون بارتياح كبير لإقامتهم في ميونيخ. لكن رغم ذلك لايزال أمامنا الكثير من العمل لمزيد من الإصلاحات".











" وسط المدينة ملتقى الجميع "
عالم آخر تماما ننتقل إليه عندما نصل إلى الساحة الرئيسية للمدينة " Marienplatz" التي تتوسط ميونيخ، فالساحة لا تبعد عن شارع غوته إلا دقائق قليلة، وهي شكلها مثل النجمة تتفرع منها شوارع في كل الاتجاهات، أهم شارعين فيها هما شارع زيندلينغر الممتلئ بالحركة والنشاط بمحلاته الصغيرة التي تحمل الطابع البافاري، وتقدم غالبا لزبائنها منتجات محلية تقليدية، أما الشارع الأخر فهو شارع كاوفنغر الشهير الذي يصل ساحة مارين بساحة شتاخوش حيث توجد النافورات المائية التي يتجمع حولها الناس في الصيف.